مفجوع برحيل والدته، لم يتمالك عاصي الحلاني نفسه فانخرط في بكاء مرير أمام قبرها، يحيط به الأقارب والأهل والأحبة، وقد يمر وقت طويل قبل أن يستوعب عاصي فكرة فقدانه والدته، التي بكاها قبل وفاتها حين كانت تعاني من أمراض الشيخوخة.
ففي بلدته الحلانيّة ووريت والدة عاصي الثرى، وتقاطر لتعزيته حشد كبير من الفنانين والإعلاميين والأصدقاء، لكنّ أحد لم يستطع تهدئة الإبن المفجوع برحيل الوالدة، التي لم يكف يوماً عن ذكرها، حين آمنت بموهبته وشجّعته ودفعته بعطفها ورعايتها إلى النّجاح من أوسع، أبوابه. فقد كان عاصي يشعر قبل وقت طويل بأنّ والدته سترحل، فغنّى أغنية "باب عم يبكي"، وبكى في الكليب على قبر والدته الرّاحلة، مشهد تكرّر لكنّه كان أقسى، قسوة الواقع الذي عليه أن يتقبّله. وعاد ليغنّي بصورة مؤثّرة في ختام برنامج "باب عم يبكي"، غناءً أبكى الجمهور حين لم يتمالك هو نفسه من حبس دموعه.
فهل كان عاصي يتحضّر نفسياً لتقبّل تلك الحقيقة المرّة؟ أم كانت الأغنية فأل سوء؟ قد يمر وقت طويل قبل أن يجرؤ أي منّا على طرح هذه الأسئلة على عاصي الغارق في إحزانه.